3 قصائد

المقاله تحت باب  نصوص شعرية
في 
09/02/2017 06:00 AM
GMT




رمسيس الثاني

ستّ عشرةَ منحوتةً حملتْ وجهَكَ..
البهوُ أنتَ
الجنودُ المحيطون بالبهوِ أنتَ
المسلّةُ أنتَ
البُحيرةُ، حيثُ اعتلى قاربُ الشمسِ أنتَ
لك الأقصُرُ
النهرُ والبَرُّ
والكرنكُ الضخْمُ أنتَ
السُّلالاتُ والطيرُ أنتَ
وأنتَ المسمّى بما لستَ أنتَ
كأنّ التواريخَ لم ترَ وجهَكَ
لم تلمُسِ الطفلَ فى شفتَيكَ
ولم تُبصرِ النورَ فى مقلتَيكَ
 
> > >
لماذا أقولُ لك الآنَ :
إنى أسَمِّيكَ
أنتَ المسمّى بما أنتَ
أنتَ الجميل ..
لندن 17.02.2008
 
فى بيزنطة
هل أكونُ، المسيحيَّ، وحدي
فى حارةِ الوثنيّين ؟
منذ اثنتى عشرةَ امرأةً كنتُ عاشرتُهُنّ
لم يقُلْ لى : سلاماً ..
أحدْ !
لم أُصادِفْ تحيّةَ عيدٍ
ولم يبتسمْ لى أحدْ .
هل أكونُ، المسيحيَّ، وحدي
فى حارةِ الوثنيّينَ ؟
رُبّتَما ..
غيرَ أنى رثَيتُ لهم
بل ذرفتُ دموعاً لهم
للضعافِ
ومَنْ، هم، مدى الدهرِ، مستضعَفون .
ذرفتُ دموعاً لهم
ذرفتُ دموعاً لهنّ
النساءِ اللواتى يبِتْنَ بغيرِ حساءٍ
وللواردينَ إلى ساحة السوقِ، سعياً، حُفاةً، بلا موردٍ
للصبايا البغايا
وللسائرين إلى حتْفِهم فى الظلام .
 
> > >
لن يجيءَ أميرُ السلام
ليُنقِذَ بيزنطةَ ..
الحارةُ الوثنيّةُ، راضيةٌ بالظلام ..
لندن 10.12.2015
 
غرفة المشنقة

آنَ أُغمِضُ عينيّ .. تأتى إلى راحتَيَّ البلادُ
البلادُ التى عرّفَتْنى بأنى امرؤٌ ليس يُسْمى،
امرؤٌ قَدْرُهُ النعلُ
(كم مرةٍ كنتُ تحت حذاءِ المفوَّضِ ..)
بل أنّ لى نُدْبةً ما بوجهيَ، من صفعةِ الشُّرَطِيّ ..
البلادُ التى كنتُ أعرِفُ
ما عرفَتْ، مرّةً، أن تكونَ بلاداً,
بلادى الرهيبةُ
قد أدخلَتْنى إلى غرفةِ المشنقةْ
ذاتَ ليلٍ ..
 
> > >
كان ذلك فى 1963
نقلونا من « النُّقْرةِ » الفجرَ
لا أتذكّرُ كيفَ :
القطار البطيء، أو الحافلات التى هى أبطأُ ..
فى الليلِ كنّا مساجينَ «بَعقوبةَ » .
ما كان فى السجنِ متّسَعٌ للجميعِ .
تقدَّمَ لى حارسٌ :
«أنتَ تدخلُ فى غرفةِ المشنقةْ»!
> > >
انفتحتْ غرفةُ المشنقةْ ...
أغلَقَ الحارسُ البابَ فى لحظةٍ .
كنتُ أقربَ للمَيْتِ :
أن تؤخذَ، الفجرَ، من خَبْتِ قبرِكَ فى « النقرةِ « السجنِ
حتى تكونَ بغرفةِ مشنقةٍ ..
( سِجْنُ بَعقوبةَ )
كنتُ تحتَ الجهازِ العجيبِ الذى هو مشنقةٌ :
هذا هو الحبلُ
منعقدٌ، جاهزٌ، شكلُهُ شكلُ أُنشوطةٍ ..
إنه، الآنَ، أُنشوطةٌ،
تحته اللوحُ ..
فى لحظةٍ يسقطُ اللوحُ :
اين الفرارُ ؟
 
> > >
ولكنّكَ المرهَقُ الأبديُّ
المُرَحَّلُ ما بين سجنٍ وسجنٍ
أنت تُغمِضُ عينَيكَ فى الغرفةِ المستحيلةِ
والحبْلُ منعقدٌ، مثلَ أنشوطةٍ
أنتَ تُمْسِكُ بالحبلِ
حتى تنام ...
 
> > >
يا بلادى التى لستُ أعرفُ غيرَ زنازينِها:
لكِ منى السلامْ !
لندن 25.09.2015